الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} من رحمة الله على عبادة أن شرع لهم منهاجا ودستورا للتعامل مع كل كبيرة وصغيرة في هذه الحياة، فنجد أن الله تعالى شرع منهاجا للحرب كما شرع منهاجا للسلم، ينظم هذا المنهاج طبيعة العلاقة بين المسلمين وغيرهم من الطوائف الأخرى من المشركين أو أهل الكتاب أو المعاهدين.
ونجد هذه الآية منهاجا ينظم علاقة المسلمين بالمشركين المعاهدين لهم، يتميز هذا المنهج بالحسم الصريح لطبيعة هذه العلاقة:
فإما دخول فيما دخل فيه المسلمون وتوبة عما مضى من الشرك والاعتداء وعندئذ يصفح الإسلام والمسلمون عن كل ما لقوا من هؤلاء المشركين المعتدين، وتقوم الوشيجة على أساس العقيدة، ويصبح المسلمون الجدد إخوانا للمسلمين القدامى، ويسقط ذلك الماضي كله بمساءاته من الواقع ومن القلوب.
وإما نكث لما يبايعون عليه من الإيمان بعد الدخول فيه وطعن في دين المسلمين فهم إذن أئمة الكفر لا أيمان لهم ولا عهود وعندئذ يكون القتال لهم، لعلهم أن يثوبوا إلى الهدى.
إن قوة المعسكر المسلم وغلبته في الجهاد قد ترد قلوبا كثيرة إلى الصواب وتريهم الحق الغالب فيعرفونه ويعلمون أنه إنما غلب لأنه الحق ولأن وراءه قوة الله وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق فيما أبلغهم من أن الله غالب هو ورسله، فيقودهم هذا كله إلى التوبة والهدى، لا قهرا ولكن اقتناعا بالقلب بعد رؤية واضحة للحق الغالب كما وقع وكما يقع في الكثير من الأحايين.
وصدق الله تعالى إذ يقول {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}.
المزيد |